الاختبارات العاطفية .. طريقة رخيصة لاختيار زوجة المستقبل !
StoreDocumentLink();
إذا كانت الحكمة الصينية القديمة تؤكد أن " القلب لا يكذب أبداً" فإن الموضة في أوساط الشباب هذه الأيام ، هي عكس ذلك .
فالنصيحة التي يوجهها الأصدقاء –المخلصون- إلى كل شاب مقبل على الزواج ، هي إجراء "اختبار عاطفي " للفتاة التي وقع عليها اختيار الشاب ، وربما ارتبط معها بعلاقة عاطفية بريئة .. يختبرها لمعرفة مدى إخلاصها ، وأنه لاغبار عليها أخلاقياً؟!
هذه الاختبارات العاطفية للبحث عن عروس أصبحت رائجة في معظم الأوساط الاجتماعية ، بدعوى أننا في عصر تحكمه المظاهر الكاذبة ، وأنه ربما يكون " تحت الساهي .. دواهي ".
التحقيق التالي يرصد ظاهرة اختبارات الشبان للفتيات ، ويلقي الضوء على حكايات ومآزق طريفة يقع فيها الجميع ، لنعرف مدى جدوى هذه الاختبارات في تبرير .. الاختيارات.
أرجوك افهمني بسرعة
وفي البداية تحكى لنا "هناء " وهي موظفة في شركة سياحية وعمرها (23 عاماً) ، هذه الحكاية الغريبة والمثيرة تقول: منذ سنة تقريباً ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب قابلته في إحدى الشركات التي تتعامل معها شركتنا، وكان يعمل مهندس كمبيوتر وبعد أخذ ورد اتفقنا على الزواج، مثل كل علاقة حب بين شاب وفتاة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان أبداً.
فجأة ظهر في حياتي شخص يعرف عني كل شئ، ويطاردني بالتليفونات في المنزل والعمل، ويرسل لي باقات الزهورعلى الشركة، دون أن أعرف حقيقته بالضبط.
وحاول هذا الشخص إقامة علاقة صداقة معي بكل السبل، لكني كنت أصده في كل مرة، وصرحت له أنني مرتبطة عاطفياً مع شاب أخر، وأنني سأتزوجه قريباً لأنني أحبه وهو يحبني، فلا داعي لأيه محاولات.
وتستكمل هناء حكايتها فتقول: وعندما يئس هذا الشاب مني، وضيقت عليه الخناق لأعرف منه كيف حصل على أرقام تليفوناتي وكيف عرف يوم عيد ميلادي، كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لي، وهي أنه صديق للشاب الذي أحبه، وأن هناك "اتفاقاً " بينهما لاختبار .. أخلاقي!
وكانت صدمة حقيقية لي، إذ كيف يشك حبيبي المزعوم في أخلاقي، ولماذا لم يفهمني حتى الآن .. وطبعاً انهيت علاقتي بهذا الحبيب، لأنه لم يحترم أخلاقياتي ولم يعرف معنى الحب أبداً.
مريض بالحب
وتحكى " سلوى " ، وهي طالبة جامعية حكاية أكثر غرابة وإثارة في هذا الصدد ، وتقول : تعرفت على رجل أعمال شاب ، يمتلك شركة صغيرة للإنتاج الفني ، في إحدى الحفلات الاجتماعية بنادي قاهري شهير.
وبعد التعارف طلب مني الشاب أن أقابله ، حتى تتوثق علاقتنا بدعوى أنه أعجب بي من أول نظرة .. وعندما رفضت ذلك ، وأكدت له أن المقابلات العاطفية ليست من أخلاقياتي ، وأنني من أسرة محافظة علمتني الصراحة واجتياز أقصر الطرق ، فوجئت بفتاة لا أعرفها تزورني في المنزل ، وتقول لي إنها "شبه مخطوبة " إلى صديق رجل الأعمال الشاب ، وأن الصديق تطوع فأرسلها لتعلم عني كل شئ تمهيداً لخطبتي إليه .. ثم كان " المقلب " الذي كدت أشربه !
في الحقيقة أنا لم أشك لحظة في صدق الفتاة ، التي عرضت على صداقتها وأصبحنا صديقتين بالفعل .
لكنني طلبت منها – ذات يوم – أن تصف لي صديق رجل الأعمال ، فإذا بها تصف ملامح رجل الأعمال نفسه ، فاتضح لي ولها أنه يخدعنا ، وأنه يلعب على "الحبلين " في وقت واحد ، فهو مريض بالحب .
والغريب أنه اتصل بي تليفونياً ، وادعى أنه لم يكن ينوي خطبة هذه الفتاة ، فهي مجرد "صديقه " أرسلها لي حتى تعرف أخلاقياتي وطباعي فقط ، وطبعاً قفلت السماعة في وجهه!
ويدافع الشاب أحمد سليم ، وهو موظف علاقات عامة في مؤسسة حكومية ، عن موقف الشباب فيقول : الحقيقة أننا معذورون إذا لجأنا إلى أساليب ملتوية ، من أجل غرض شريف مثل الزواج . فالغاية هنا كما يقولون تبرر الوسيلة !
وماذا عن الطرف الأخر ، الذي يرفض أن يوضع موضع الاختبار ؟
ينبغي على البنات تفهم الدوافع ، لأننا نعيش في زمن يرتدي فيه الجميع "الأقنعة " لإخفاء عيوبهم ، ويمثلون فيه أدواراً غير أدوارهم غير أدوارهم الحقيقية في الحياة !
زمن الأقنعة
وتؤكد منى عبد السلام "أخصائية اجتماعية" أن الشباب الذين يلجأون إلى مثل هذه الاختبارات ، شبان مهزومون لا يثقون في أنفسهم - أولا ً– وبالتالي يفقدون الثقة بالآخرين .
ومن الممكن أن تكون الفتاة موضع الاختبار ، من الذكاء بحيث تجتازه بسهولة ، وهي في نفس الوقت صاحبة "مغامرات " عاطفية لا حصر لها .
وأسألها..هل صحيح أن هذه الاختبارات الأخلاقية أصبح متعارفاً عليها على نطاق واسع؟
هذا صحيح مع الأسف الشديد ، ولكن في بعض الأوساط المتعلمة والمثقفة فهي لا يعتد بها مطلقاً.
وعموماً إذا كانت الفتاة محترمة مع نفسها ، فليس هناك ما تخاف منه على الإطلاق .
أزمة ثقة
ولكن ما هو رأي علماء الاجتماع في هذه الظاهرة، وهل تعكس حقاً "عدم ثقة" اجتماعية ؟
يقول علي فهمي الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة : في تقديري أن لجوء بعض الشباب إلى "اختبار"الطرف الأخر المقترح في العلاقة الزوجية ناتج عن انحسار مفهوم الزواج الأسري التقليدي في المجتمع ، أو ما كان يسمى "زواج الصالونات" في الماضي.
ففي أيامنا المعاصرة يدخل الشباب في مشاريع الزواج بحسابات معينة غالباً، وهي الحسابات المسبقة الناجمة عن أساب اقتصادية واجتماعية عديدة ، ولم تعد هناك تلك الثقة القديمة في الطرف الأخر، التي تدخل ترشيحات الأسرة طرفاً فيها، لأننا نعيش عصراً مختلفاً يبحث فيه الشاب عن عروس " جاهزة" أو على الأقل شابة موظفة تسهم معه في تكاليف الزواج والمعيشة.
وبحكم خروجها إلى العمل، يكون هناك اعتقاد مسبق بأنها "صاحبة تجربة" وينبغي اخضاعها للفحص!
معظم البنات يرفضن مثل هذا التصرف ، على اعتباره تشكيكاً في الأخلاقيات؟
ليس معنى ما قلته أنني مع هذا النوع من الاختبارات ، ولكنني ضدها بكل المقاييس.
غير أن هناك فتيات يخضعن الشباب للاختبار أيضاً ، عن طريق صديقاتهن ومعارفهن ، ليبدو الأمر كله شكلاً من أشكال التصرفات "الكوميدية " مثلما كنا نشاهد الفنانة ماري منيب في الأفلام القديمة ، وهي تشد شعر عروس ابنها ، لتتاكد من أن ليس "باروكة "! .
StoreDocumentLink();
إذا كانت الحكمة الصينية القديمة تؤكد أن " القلب لا يكذب أبداً" فإن الموضة في أوساط الشباب هذه الأيام ، هي عكس ذلك .
فالنصيحة التي يوجهها الأصدقاء –المخلصون- إلى كل شاب مقبل على الزواج ، هي إجراء "اختبار عاطفي " للفتاة التي وقع عليها اختيار الشاب ، وربما ارتبط معها بعلاقة عاطفية بريئة .. يختبرها لمعرفة مدى إخلاصها ، وأنه لاغبار عليها أخلاقياً؟!
هذه الاختبارات العاطفية للبحث عن عروس أصبحت رائجة في معظم الأوساط الاجتماعية ، بدعوى أننا في عصر تحكمه المظاهر الكاذبة ، وأنه ربما يكون " تحت الساهي .. دواهي ".
التحقيق التالي يرصد ظاهرة اختبارات الشبان للفتيات ، ويلقي الضوء على حكايات ومآزق طريفة يقع فيها الجميع ، لنعرف مدى جدوى هذه الاختبارات في تبرير .. الاختيارات.
أرجوك افهمني بسرعة
وفي البداية تحكى لنا "هناء " وهي موظفة في شركة سياحية وعمرها (23 عاماً) ، هذه الحكاية الغريبة والمثيرة تقول: منذ سنة تقريباً ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب قابلته في إحدى الشركات التي تتعامل معها شركتنا، وكان يعمل مهندس كمبيوتر وبعد أخذ ورد اتفقنا على الزواج، مثل كل علاقة حب بين شاب وفتاة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان أبداً.
فجأة ظهر في حياتي شخص يعرف عني كل شئ، ويطاردني بالتليفونات في المنزل والعمل، ويرسل لي باقات الزهورعلى الشركة، دون أن أعرف حقيقته بالضبط.
وحاول هذا الشخص إقامة علاقة صداقة معي بكل السبل، لكني كنت أصده في كل مرة، وصرحت له أنني مرتبطة عاطفياً مع شاب أخر، وأنني سأتزوجه قريباً لأنني أحبه وهو يحبني، فلا داعي لأيه محاولات.
وتستكمل هناء حكايتها فتقول: وعندما يئس هذا الشاب مني، وضيقت عليه الخناق لأعرف منه كيف حصل على أرقام تليفوناتي وكيف عرف يوم عيد ميلادي، كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لي، وهي أنه صديق للشاب الذي أحبه، وأن هناك "اتفاقاً " بينهما لاختبار .. أخلاقي!
وكانت صدمة حقيقية لي، إذ كيف يشك حبيبي المزعوم في أخلاقي، ولماذا لم يفهمني حتى الآن .. وطبعاً انهيت علاقتي بهذا الحبيب، لأنه لم يحترم أخلاقياتي ولم يعرف معنى الحب أبداً.
مريض بالحب
وتحكى " سلوى " ، وهي طالبة جامعية حكاية أكثر غرابة وإثارة في هذا الصدد ، وتقول : تعرفت على رجل أعمال شاب ، يمتلك شركة صغيرة للإنتاج الفني ، في إحدى الحفلات الاجتماعية بنادي قاهري شهير.
وبعد التعارف طلب مني الشاب أن أقابله ، حتى تتوثق علاقتنا بدعوى أنه أعجب بي من أول نظرة .. وعندما رفضت ذلك ، وأكدت له أن المقابلات العاطفية ليست من أخلاقياتي ، وأنني من أسرة محافظة علمتني الصراحة واجتياز أقصر الطرق ، فوجئت بفتاة لا أعرفها تزورني في المنزل ، وتقول لي إنها "شبه مخطوبة " إلى صديق رجل الأعمال الشاب ، وأن الصديق تطوع فأرسلها لتعلم عني كل شئ تمهيداً لخطبتي إليه .. ثم كان " المقلب " الذي كدت أشربه !
في الحقيقة أنا لم أشك لحظة في صدق الفتاة ، التي عرضت على صداقتها وأصبحنا صديقتين بالفعل .
لكنني طلبت منها – ذات يوم – أن تصف لي صديق رجل الأعمال ، فإذا بها تصف ملامح رجل الأعمال نفسه ، فاتضح لي ولها أنه يخدعنا ، وأنه يلعب على "الحبلين " في وقت واحد ، فهو مريض بالحب .
والغريب أنه اتصل بي تليفونياً ، وادعى أنه لم يكن ينوي خطبة هذه الفتاة ، فهي مجرد "صديقه " أرسلها لي حتى تعرف أخلاقياتي وطباعي فقط ، وطبعاً قفلت السماعة في وجهه!
ويدافع الشاب أحمد سليم ، وهو موظف علاقات عامة في مؤسسة حكومية ، عن موقف الشباب فيقول : الحقيقة أننا معذورون إذا لجأنا إلى أساليب ملتوية ، من أجل غرض شريف مثل الزواج . فالغاية هنا كما يقولون تبرر الوسيلة !
وماذا عن الطرف الأخر ، الذي يرفض أن يوضع موضع الاختبار ؟
ينبغي على البنات تفهم الدوافع ، لأننا نعيش في زمن يرتدي فيه الجميع "الأقنعة " لإخفاء عيوبهم ، ويمثلون فيه أدواراً غير أدوارهم غير أدوارهم الحقيقية في الحياة !
زمن الأقنعة
وتؤكد منى عبد السلام "أخصائية اجتماعية" أن الشباب الذين يلجأون إلى مثل هذه الاختبارات ، شبان مهزومون لا يثقون في أنفسهم - أولا ً– وبالتالي يفقدون الثقة بالآخرين .
ومن الممكن أن تكون الفتاة موضع الاختبار ، من الذكاء بحيث تجتازه بسهولة ، وهي في نفس الوقت صاحبة "مغامرات " عاطفية لا حصر لها .
وأسألها..هل صحيح أن هذه الاختبارات الأخلاقية أصبح متعارفاً عليها على نطاق واسع؟
هذا صحيح مع الأسف الشديد ، ولكن في بعض الأوساط المتعلمة والمثقفة فهي لا يعتد بها مطلقاً.
وعموماً إذا كانت الفتاة محترمة مع نفسها ، فليس هناك ما تخاف منه على الإطلاق .
أزمة ثقة
ولكن ما هو رأي علماء الاجتماع في هذه الظاهرة، وهل تعكس حقاً "عدم ثقة" اجتماعية ؟
يقول علي فهمي الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة : في تقديري أن لجوء بعض الشباب إلى "اختبار"الطرف الأخر المقترح في العلاقة الزوجية ناتج عن انحسار مفهوم الزواج الأسري التقليدي في المجتمع ، أو ما كان يسمى "زواج الصالونات" في الماضي.
ففي أيامنا المعاصرة يدخل الشباب في مشاريع الزواج بحسابات معينة غالباً، وهي الحسابات المسبقة الناجمة عن أساب اقتصادية واجتماعية عديدة ، ولم تعد هناك تلك الثقة القديمة في الطرف الأخر، التي تدخل ترشيحات الأسرة طرفاً فيها، لأننا نعيش عصراً مختلفاً يبحث فيه الشاب عن عروس " جاهزة" أو على الأقل شابة موظفة تسهم معه في تكاليف الزواج والمعيشة.
وبحكم خروجها إلى العمل، يكون هناك اعتقاد مسبق بأنها "صاحبة تجربة" وينبغي اخضاعها للفحص!
معظم البنات يرفضن مثل هذا التصرف ، على اعتباره تشكيكاً في الأخلاقيات؟
ليس معنى ما قلته أنني مع هذا النوع من الاختبارات ، ولكنني ضدها بكل المقاييس.
غير أن هناك فتيات يخضعن الشباب للاختبار أيضاً ، عن طريق صديقاتهن ومعارفهن ، ليبدو الأمر كله شكلاً من أشكال التصرفات "الكوميدية " مثلما كنا نشاهد الفنانة ماري منيب في الأفلام القديمة ، وهي تشد شعر عروس ابنها ، لتتاكد من أن ليس "باروكة "! .